هل فقدوا كبريائهم أم ظلمهم التعصب .. جمهور مصر يتساءل عن أسباب "مذبحة" السودان ؟
المباراة تحولت لمعركة
لم تكن الجماهير المصرية تتوقع أن يتحول إهتمامتها من المباراة التي خاضها منتخبها الأول أمس وصدمتها في عدم الوصول لنهائيات أول مونديال تستضيفه القارة السمراء، إلى أسئلة أخرى بعيدة تماماً عن الفريق وجهازه الفني والتغييرات والتشكيلة والخطة، لكنها امتدت لأمور سياسية في المقام الأول، كان سببها الرئيسي حالة الإنفلات الأمني الذي شهده السودان الشقيق أمس، وأيضاً إهانة المصريين والإعتداء عليهم بشكل سافر هناك.
مباريات المونديال التي عاش الجميع على وقعها أشهر طويلة منذ الإعلان عن قرعة التصفيات، جاءت أمس لتحمل مضامين أخرى لدى الشعب المصري تخطت كرة القدم، وحملت تساؤلات عن أسباب تعرض مواطني "أم الدنيا" لمثل هذه الإهانات التي تناقلتها وسائل الإعلام في الساعات الماضية، وإنتهى البعض إلى أن الأزمة تنحصر في جواب أحد سؤالين "هل لم تعد مصر هي الكبيرة ؟، أم لم يعد للأدب مكاناً بين أبناء الشعوب المختلفة حتى لو كانوا أشقاء، فخضعت الأخوة والعروبة أمام سيطرة التعصب والمتعصبين؟"
وقبل الاختيار، كان علينا أن نوضح أحد أهم النقاط المؤثرة في المعركة الدائرة في الأزمة التي اجتذبت القاصي والداني وبات الجميع فجأة مهتماً بها، وهي التي تتعلق بسؤال استفزازي مفاده "هل كل هذا يحدث بسبب مباراة في كرة القدم؟".. لقد بدى السؤال غريباً إلى حد كبير خاصة وأن الإجابة وصلتنا رأساً من القيادات العليا في الدولتين، فها هو رئيس دولة يترك جميع مشاغله من أجل حضور تدريب فريقه الذي يستعد لمباراة في كرة القدم، وها هو نظيره في الدولة المنافسة يضع طيرانه المدني والعسكري كله تحت تصرف المشجعين الراغبين في الذهاب للسودان من أجل متابعة مباراة في كرة القدم، وها هي بلد بأكملها تنام حزينة لأجل مباراة في كرة القدم، وها هو شعب سهر حتى الصباح إحتفالاً بانجاز حققه فريق كرة قدم.
اذن "مباراة في كرة القدم" تلك التي يستهزأ بها الجميع يجوز لها بدون أية تدخلات أخرى أن تحرك الشعوب أو أن تخلق العدواة بين الأشقاء، غير أن ما حدث، خاصة بالأمس كان مبالغاً فيه للغاية وليس فقط نتاج مباراة لها تلك الأهمية، فلقد أهينت مصر ومواطنيها في دولة شقيقة بشهادة الجميع، فكل من ذهب للسودان رأى الجحيم بعينه .. الجماهير والإعلاميون والفنانون والمثقفون يتعرضون لإعتداءات في الشوارع والطرقات ويجرون للإختباء خلف السيارات أو داخل المحلات وكأنهم مجرمون أو مطاردون.
تلك المبالغات في ردة فعل سواء الجزائريين أو السودانيين تجاه مصر والمصريين، دفعنا لأن نبحث عن الأسباب، فهل كان المصريون فقط ضحية المتعصبين الجزائريين أم أن الأزمة أعمق ولم يعد للمواطن المصري قيمته وكبريائه بين أشقائه كما كان؟
ورغم محاولاتنا المضنية للاختيار من بين العثرتين، إلا أننا وبعد تفكير عميق وجدنا أنفسنا نختارهما سوياً، فالشعب الجزائري كغيره من الشعوب العربية متعصباً وعندما يتعلق الأمر بكرة القدم يفقد هو بالذات جميع مبادئه وأخلاقياته ويتذكر فقط الفوز والانتصار يساعده على ذلك مصاعب أمنية وانقسامات سياسية تسود البلاد، أضافت له عصبية على عصبيته وإنفلات على إنفلاته وغلاظة وحدة طبع ليست معهودة عند العرب، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بينهما.
في المقابل، فان أحداث الأمس أثبتت أن المصريين فقدوا الكثير من كبريائهم أمام الأشقاء، وظهر ذلك جلياً في عدم إقتصار الإهانات على الجماهير العادية فقط، بل إنها طالت أيضاً الفنانيين والإعلاميين .. فقد كان فنانو مصر محل ترحيب في جميع الدول العربية قبل سنوات وكان يوم وصولهم بمثابة العيد فيها، لكن يبدو أن الأمور الآن تغيرت فقد أصبحنا نعير بالفن والفنانيين، وأصبح المواطن المصري محل سخرية من قبل الغير، ولم لا ؟ وهو الذي يتعرض للعديد من الإهانات يومياً في بلده، فلم يكن غريباً أن يتعرض لها في الخارج أيضاً، وبات الآن في انتظار الحصول على حقوقه في الداخل والخارج عله يسترجع جزءً من كرامته.
لقد ذهبت كرامة المصري أدراج الرياح وكان لابد له أن يهان بالخارج ليعرف أن الخطأ ليس خطأ متعصبين فقط أو يلقي بالمسئولية، فلو كنا نحتفظ بالقدر اليسير من كرامتنا لم يكن المتعصبين ليقفوا أمام دولة التحضر والتاريخ حتى ولو كانوا ملايين، وما كان لمواطنينا أن يعاملوا كالمجرمين حتى ولو كانوا يواجهون أقوى المؤسسات الأمنية في العالم.
مباريات المونديال التي عاش الجميع على وقعها أشهر طويلة منذ الإعلان عن قرعة التصفيات، جاءت أمس لتحمل مضامين أخرى لدى الشعب المصري تخطت كرة القدم، وحملت تساؤلات عن أسباب تعرض مواطني "أم الدنيا" لمثل هذه الإهانات التي تناقلتها وسائل الإعلام في الساعات الماضية، وإنتهى البعض إلى أن الأزمة تنحصر في جواب أحد سؤالين "هل لم تعد مصر هي الكبيرة ؟، أم لم يعد للأدب مكاناً بين أبناء الشعوب المختلفة حتى لو كانوا أشقاء، فخضعت الأخوة والعروبة أمام سيطرة التعصب والمتعصبين؟"
وقبل الاختيار، كان علينا أن نوضح أحد أهم النقاط المؤثرة في المعركة الدائرة في الأزمة التي اجتذبت القاصي والداني وبات الجميع فجأة مهتماً بها، وهي التي تتعلق بسؤال استفزازي مفاده "هل كل هذا يحدث بسبب مباراة في كرة القدم؟".. لقد بدى السؤال غريباً إلى حد كبير خاصة وأن الإجابة وصلتنا رأساً من القيادات العليا في الدولتين، فها هو رئيس دولة يترك جميع مشاغله من أجل حضور تدريب فريقه الذي يستعد لمباراة في كرة القدم، وها هو نظيره في الدولة المنافسة يضع طيرانه المدني والعسكري كله تحت تصرف المشجعين الراغبين في الذهاب للسودان من أجل متابعة مباراة في كرة القدم، وها هي بلد بأكملها تنام حزينة لأجل مباراة في كرة القدم، وها هو شعب سهر حتى الصباح إحتفالاً بانجاز حققه فريق كرة قدم.
اذن "مباراة في كرة القدم" تلك التي يستهزأ بها الجميع يجوز لها بدون أية تدخلات أخرى أن تحرك الشعوب أو أن تخلق العدواة بين الأشقاء، غير أن ما حدث، خاصة بالأمس كان مبالغاً فيه للغاية وليس فقط نتاج مباراة لها تلك الأهمية، فلقد أهينت مصر ومواطنيها في دولة شقيقة بشهادة الجميع، فكل من ذهب للسودان رأى الجحيم بعينه .. الجماهير والإعلاميون والفنانون والمثقفون يتعرضون لإعتداءات في الشوارع والطرقات ويجرون للإختباء خلف السيارات أو داخل المحلات وكأنهم مجرمون أو مطاردون.
تلك المبالغات في ردة فعل سواء الجزائريين أو السودانيين تجاه مصر والمصريين، دفعنا لأن نبحث عن الأسباب، فهل كان المصريون فقط ضحية المتعصبين الجزائريين أم أن الأزمة أعمق ولم يعد للمواطن المصري قيمته وكبريائه بين أشقائه كما كان؟
ورغم محاولاتنا المضنية للاختيار من بين العثرتين، إلا أننا وبعد تفكير عميق وجدنا أنفسنا نختارهما سوياً، فالشعب الجزائري كغيره من الشعوب العربية متعصباً وعندما يتعلق الأمر بكرة القدم يفقد هو بالذات جميع مبادئه وأخلاقياته ويتذكر فقط الفوز والانتصار يساعده على ذلك مصاعب أمنية وانقسامات سياسية تسود البلاد، أضافت له عصبية على عصبيته وإنفلات على إنفلاته وغلاظة وحدة طبع ليست معهودة عند العرب، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بينهما.
في المقابل، فان أحداث الأمس أثبتت أن المصريين فقدوا الكثير من كبريائهم أمام الأشقاء، وظهر ذلك جلياً في عدم إقتصار الإهانات على الجماهير العادية فقط، بل إنها طالت أيضاً الفنانيين والإعلاميين .. فقد كان فنانو مصر محل ترحيب في جميع الدول العربية قبل سنوات وكان يوم وصولهم بمثابة العيد فيها، لكن يبدو أن الأمور الآن تغيرت فقد أصبحنا نعير بالفن والفنانيين، وأصبح المواطن المصري محل سخرية من قبل الغير، ولم لا ؟ وهو الذي يتعرض للعديد من الإهانات يومياً في بلده، فلم يكن غريباً أن يتعرض لها في الخارج أيضاً، وبات الآن في انتظار الحصول على حقوقه في الداخل والخارج عله يسترجع جزءً من كرامته.
لقد ذهبت كرامة المصري أدراج الرياح وكان لابد له أن يهان بالخارج ليعرف أن الخطأ ليس خطأ متعصبين فقط أو يلقي بالمسئولية، فلو كنا نحتفظ بالقدر اليسير من كرامتنا لم يكن المتعصبين ليقفوا أمام دولة التحضر والتاريخ حتى ولو كانوا ملايين، وما كان لمواطنينا أن يعاملوا كالمجرمين حتى ولو كانوا يواجهون أقوى المؤسسات الأمنية في العالم.
اخبار كورة مصرية جدا
No comments:
Post a Comment