شاهد عيان على الأحداث المصرية الجزائرية على أرض السودان ..يروي تفاصيل المأساة
مأساة على الأرض السودانية بين مصر والجزائر
لا زالت الأحداث المؤسفة التي وقعت من الجماهير الجزائرية ضد الجماهير المصرية عقب المباراة الفاصلة بين منتخبي البلدين هي حديث الجميع .
واستطعنا الوصول لأحد شهود العيان على المأساة التي وقعت عقب اللقاء في السودان ليحي لنا تفاصيل ربما تنشر للمرة الأولى بها العديد من الدلالات والوقائع المهمة سواء للجانب المصري أو الجزائري.
التقينا بالزميل / لطفي السقعان - رئيس تحرير صحيفة الكورة اليوم المصرية والذي كان مرافقاً للوفد الإعلامي المصري الذي حضر اللقاء ليحكي لنا تفاصيل الأحداث كاملة .
البداية عند الوصول للسودان:
البداية كانت قبل اللقاء حيث عمد الجزائريون إلى المرور بكثافة أمام السفارة المصرية وأمام تجمعات المصريين في السودان وقاموا بإشارت بذيئة وتوعدوهم بالقتل والإرهاب بالأسلحة البيضاء التي كانوا يحملونها فوق السيارات.
فالجزائريين وصلوا أم درمان قبل المباراة بثلاثة أيام كاملة وقامت السفارة الجزائرية بتشييد خيام لهم للمأوى والطعام ، وقام الجزائريون باعتراف السودانيين أنفسهم بشراء الأسلحة البيضاء- السكاكين والسيوف- من الأسواق السودانية بأسعار خرافية قبل اللقاء.
وأشار السقعان إلى أن هؤلاء الأشخاص ليسوا مشجعين كرة قدم بل هم مجرمون بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهمهم الوحيد كان إرهاب المصريين فقط وليس التشجيع.
وقام الجزائريون باستمالة الشعب السوداني الطيب بشراء التذاكر المخصصة للجانب السوداني منظم اللقاء- نسبة الـ20%- من التذاكر وقاموا بتوزيعها على بعض السودانيين الفقراء ومعها علم جزائري و20 جنيه سوداني..!!
وقبل بداية المباراة بدقائق نزل بعض مشجعي الجزائر إلى ارض الملعب وأشاروا بإشارات إرهابية وبذيئة للجمهور المصري قبل أن يسيطر الأمن السوداني على الموقف ويخرج هؤلاء الجمهور من أرض الملعب.
وصول الجماهير المصرية:
وصل حوالي 5500 مشجع مصري يوم المباراة عبر 18 رحلة طيران ، وكان مطار الخرطوم يكتظ بالمشجعين المصريين ووصل إجمالي رحلات الجماهير المصرية التي سبقت اللقاء حوالي 40 رحلة جوية سواء خاصة أو تابعة لمؤسسات عامة أو خاصة.
نوعية الجماهير المصرية:
للأسف كان هناك سوء تنظيم من الجانب المصري بشأن إرسال الجماهير إلى هناك، ولك أن تتخيل أن طائرة الحزب الوطني التي كانت تحتوي على 2400 مشجع كان جميعها من الشباب الذي لا يحضر مباريات من الأساس ولم يقم بالتشجيع خلال اللقاء إطلاقا، وأخذ كل شاب من شباب الحزب شنطة بها وجبة طعام وتيشيرت وعلم مصري، وانشغل شباب الحزب بالتصوير مع الفنانين والفنانات وتركو التشجيع لنا وللجماهير الأخرى.
هناك جماهير أخرى جاءت تبع المجلس القومي للرياضة وهم رجال رياضيين ليس لهم في التشجيع إما لعامل السن أو عوامل أخرى وأغلبهم أعمار متقدمة.
وهناك جماهير تتبع الجيش والإنتاج الحربي وأغلبهم للأسف رجال أيضاً أعمارهم كبيرة وليس لهم في التشجيع..
- قام بعض الفنانين المصاحبين للبعثة أمثال ماجد المصري وأحمد بدير وأشرف زكي وغيرهم بمطالبة الجماهير بالقيام بالتشجيع ولكن لا حياة لمن تنادي .
وتدل نوعيات تلك الجماهير أن المصريين ذهبوا إلى السودان للاحتفال بالتأهل وليس التشجيع المتواصل خلال اللقاء فحدث ما حدث من الهزيمة.
ما بعد اللقاء:
تم إبلاغنا من قبل القوات السودانية أنه تم إخلاء شوارع أم درمان تماماً وفرض حظر التجول لتأمين خروج البعثتين المصرية والجزائرية من الملعب على أن يتم خروج جماهير الفريق المهزوم أولاً ثم خروج جماهير الفريق الفائز - الجزائر- بعد مدة طويلة 3 ساعات على الأقل كي لا يحدث احتكاك بين الطرفين، ولكن فوجئنا أن هذا الكلام لم يحدث ، وفوجئنا بكم كبير من الجماهير الجزائرية قد نزل غلى الشارع يطارد الجماهير المصرية بعد أن تخطوا الأمن السوداني .
ولحق بعض المشجعين الجزائريين بأتوبيس مصري يقل مشجعين مصريين وحدثت اشتباكات بين الجانبين وللأسف فالأمن السوداني وقف لا حول له ولا قوة وقام في حدود إمكانياته بفض الاشتباك ولكنه لم يستطع بسبب قوة الجماهير الجزائرية والأسلحة الحادة التي كانت بحوزتهم، وتم إصابة حوالي 21 مشجعاً مصرياً، وفر الباقي من الموت الذي كان يطاردهم على أيدي الجزائريين المتهورين.
وقام بعض السودانيين بتوصيلنا أنا وبعض الفنانيين إلى السفارة المصرية في السودان لمحاولة إيجاد حل أو طريقة تؤمن عودتنا إلى القاهرة، ووصلنا إلى السفارة ولم نجد السفير المصري هناك ، وقاموا بإحضار أتوبيس خاص لنقلنا إلى مطار الخرطوم.
وبعد وصولنا إلى مطار الخرطوم أبلغونا أن المطار مغلق ولا توجد طائرات مصرية لنقلنا إلى القاهرة وهنا تقع المسئولية على الجانب المصري إذ أين كانت الطائرات المصرية التي ستعيدنا إلى القاهرة..وكأن المسئولين قد قاموا بقطع تذاكر " ذهاب فقط" للسودان ونسوا أن يقطعوا تذكرة العودة..!!
وحاولنا الاتصال بالسفير المصري أكثر من مرة ولكن هاتفه كان مغلقاً دائماً واتصلنا بالسفارة للاستفسار عن حل ولكن لا حياة لمن تنادي..!!
وعدنا إلى المطار في محاولة لإيجاد سبيل للوصول إلى القاهرة ، ووجدنا 3 طائرات تتبع شركات مصرية ولكنها ليس لها علاقة بالجماهير من الأساس ولا علاقة لها بالمباراة فتقرر أن تقوم هذه الطائرات بتوصيلنا إلى القاهرة،..!!
في هذه الأثناء سمعنا أن الرئيس مبارك تدخل وأمر بإرسال 9 طائرات مصرية لنقل المشجعين من السودان إلى القاهرة..وأتسائل أين كان المسئولين المصريين قبل تعليمات الرئيس مبارك؟؟!!
وفي مغامرة جديدة داخل المطار أدخلونا المطار من "ممر الطائرات" run way" وليس من البوابات وفوجئنا بطائرة حربية مقلعة وطرنا في الهواء من شدة دفع الموتور الخاص بالطائرة المقلعة في مشهد مأساوي مؤلم ، ثم وصلنا إلى إحدى الطائرات وتم شحننا إلى القاهرة.
ملاحظات على الرحلة:
- الجانب المصري اتسم بالعشوائية وعدم التنظيم في مسألة الجماهير التي ذهبت إلى السودان
- السوادنيون كانوا متعاطفون للغاية مع مصر ولكن للأسف كان هناك تقصير من المصريين خصوصاً في مسألة الأعلام المصرية ولك أن تتخيل أن السفارة المصرية قامت بتوزيع 300 علم فقط على الجماهير، وكان السودانيون يطلبون منا الأعلام ولكن للأسف كانت الإجابة دائماً سلبية لعدم وجود أي أعلام مصرية..!!
وعلى العكس كان التواجد الجزائري بصورة أكبر ومكثف وتم توزيع أكثر من 10 ألاف علم جزائري على الجماهير السودانية لتشجيع الجزائر.
ورغم الأحداث السيئة التي حدثت من الجزائريين إلا أننا في مصر دائماً..التنظيم سئ..والعشوائية هي شعارنا ..والأخرون يعملون بتنظيم وتركيز وهدف محدد..!!
اخبار كورة مصرية جدا
No comments:
Post a Comment