فيما اتفقت معظم وسائل الإعلام الرياضية العالمية على أن المنتخب المصري تمتع بـ"نزهة" أمام المنتخب الجزائري في طريقه للوصول لنهائي كأس الأمم الإفريقية، ركزت الصحف الجزائرية إهاناتها وانتقاداتها على الحكم البنيني كوفي كودجا.
وتحت عنوان "مصر تقسو على ثماني لاعبين من الجزائر" بدأت شبكة "يورو سبورت" الرياضية تقريرها عن الصدام المصري الجزائري في نصف نهائي البطولة الإفريقية، الذي أكدت خلاله أن "المنتخب المصري رفع آماله بالحصول على لقب أمم إفريقيا الثالث على التوالي بعد الفوز على المنتخب الجزائري بنتيجة 4-0".
وتابعت "يوروسبورت" في تقريرها: "افتتح المنتخب المصري التسجيل بركلة جزاء سددها حسني عبد ربه، بعد طرد رفيق حيليش لاعاقته عماد متعب في منطقة الجزاء، وزاد محمد زيدان مهاجم بروسيا دورتموند الألماني من معاناة المنتخب الجزائري مضاعفاً النتيجة بهدف ثان، قبل أن تزداد معاناة المنتخب الجزائري بطرد نذير بلحاج مباشرة بعد تعديه المؤسف على أحمد المحمدي".
"سوبر" بديل!
وأشار التقرير إلى أن "الهدف الأول للمنتخب المصري غرق في الانتقادات بعدما بدا رفيق حليش مدافع الجزائر وكأنه نجح في إزاحة الكرة من أمام عماد متعب الذي سقط في منطقة الجزاء، ولكن الحكم رفض استمرار اللعب وأعلنها ركلة جزاء لصالح المنتخب المصري".
وأكد التقرير أن "الإعادة التليفزيونية أثبتت صحة قرار الحكم سواء باحتسابه ركلة الجزاء أو باشهاره الإنذار الثاني في وجه حليش وبالتالي البطاقة الحمراء الأولى للمنتخب الجزائري في اللقاء".
وحمل التقرير نقداً خفياً لتأخر كودجا في طرد الحارس الجزائري فوزي شاوشي الذي أكدت أنه "كان محظوظاً بصورة غير معقولة لبقاءه في الملعب طوال هذه المدة وعدم طرده مبكراً بعد اعتداءه على حكم اللقاء عقب تنفيذ المنتخب المصري لركة الجزاء، مكتفياً بانذار اللاعب".
وتوالت الإشادة في التقرير على كل من زيدان ومحمد ناجي "جدو"، مؤكداً أن الأول "نجح في مضاعفة النتيجة بعد مراوغة ناجحة لمدافعي الجزائر من على منطقة الجزاء، قبل أن يختتمها بصورة مذهلة واضعاً الكرة في الركن الأعلى يمين الحارس الجزائري".
فيما وصفت الشبكة "جدو" بأنه "البديل الرائع لأي شوط ثاني في مباريات المنتخب المصري، والذي تمكن به من تعميق جراح الجزائر بهدف رابع منهياً به السلسلة المصرية، والتربع على قمة قائمة هدافي البطولة، رغم أن اسمه كان بالكاد معروفاً داخل بلاده قبل تسجيله لهدفه الأول في مرمى مالي في المباراة الودية التي جمعت بين الفريقين خلال الإعداد لبطولة الأمم الإفريقية".
وأشارت الشبكة إلى أن قرار الحكم باشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه نذير بلحاج بعد "هجومه القاسي على أحمد المحمدي لم يكن سليماً فحسب، بل أنه من المحتمل جداً أن يبعد اللاعب الجزائري من أولى مباريات فريقه في كأس العالم 2010، بعد هجومه العنيف والخطير على اللاعب المصري".
دهاء "زيزو" ... وبحر البطاقات الحمراء
البديل والتزم تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بنقل أبرز أحداث اللقاء، الذي "نجح المنتخب المصري خلاله من مد رقمه القياسي إلى 18 مباراة متتالية بلا هزيمة في البطولة الإفريقية"، والذي وضع أبناء حسن شحاته في مواجهة المنتخب الغاني الذي أبهر المتابعين في أنجولا بوصوله للنهائي رغم افتقاده للعديد من الأسماء الأساسية في تشكيلة الفريق الأول وعلى رأسهم مايكل إيسيين الذي يغيب للإصابة".
وأشاد الفيفا بـ"دهاء ومهارة النجم المصري محمد زيدان الذي كانا من أهم الأسباب التي جعلت من مهاجم بروسيا دورتموند الألماني أحد أبز مفاتيح لعب المنتخب المصري طوال البطولة، رغم أنه لم يقدم أفضل ما لديه حتى الآن".
وتابع تقرير الفيفا في الفقرة التي خصصها للاشادة باللاعب: "هدفه في مرمى الجزائر في الدقيقة 65 من المباراة أبرزت جدارته ليصبح أحد أفضل المهاجمين في البطولة، بعدما نجح في التلاعب بنذير بلحاج المدافع الجزائري، قبل أن يرسل كرة صاروخية بقدمه اليسرى من على حافة منطقة الجزاء، والتي ضاعفت النتيجة التي أهلت فريقه لنصف النهائي".
وأشار التقرير إلى أن "زيدات أثبت عدم أنانيته في اللعب بعدما مرر كرة سحرية لمحمد عبد الشافي بقدمه اليسرى والتي زادت من الفوز المصري لثلاثية نظيفة".
وفي فقرة حملت عنوان "بحر من البطاقات الحمراء"، أشار تقرير الفيفا إلى أن "المنتخب الجزائري أنهى المباراة بثماني لاعبين، بعد طرد حليش وبلحاج وشاوشي.
نزهة مصرية
وفي بريطانيا حمل تقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." عنوان "مصر تتنزه إلى نهائي كأس الأمم" منتقداً المنتخب الجزائري الذي "فقد انضباطه تماماً في المباراة ليطرد نذير بلحاج وفوزي شاوشي بعد رفيق حليش".
وأشار التقرير إلى أنه "رغم الإجراءات الأمنية المشددة في بنجويلا زحف مئات المشجعين الجزائريين والمصريين لمتابعة مباراة نصف النهائي التي سجلت اللقاء الأول بين الفريقين منذ صدامهما المثير للجدل في تصفيات كأس العالم في نوفمبر الماضي، لكن كان الدور على الجماهير المصرية لتعود سعيدة إلى بلادها متابهين بالفوز العريض".
وتابع التقرير: "بدأ المنتخب الجزائري بخطة واضحة وهي أن يلعب بعمق للحصول على ركلات ثابتة في مناطق جيدة لتفكيك الدفاع المصري المنظم، ولكن المتاعب ظهرت في الدقيقة 36 خلال محاولة حليش لتصحيح خطأه الذي اهدى عماد متعب الكرة الذي نجح بدوره في اختراق الدفاع الجزائري البطيء ووصل لمنطقة الجزاء حيث اضطر المدافع الجزائري لعرقلته".
وانتقد التقرير "الحارس الجزائري الغاضب الذي طارد الحكم لعدم إعادته ركلة الجزاء المصرية وبدا وكأنه اصطدم به برأسه، لكن الحكم اكتفى بغرابة بانذار اللاعب".
وأشارت "بي بي سي" إلى أن "بوقرة كان محظوظاً حينما لم يتمكن الحكم من ضبطه وهو يصطدم بكوعه في وجه عبد ربه قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، مثلما كان شاوشي لبقاءه في الملعب بعد اعتداءه على الحكم حصل أخيراً على أمر بطرده بعد تعديه على جدو" متفقة مع ما جاء في تقرير شبكة "سكاي سبورتس" الرياضية.
كودجا كما تراه الجزائر وأشارت الشبكة الرياضية في تقريرها الذي حمل عنوان "مصر تبحر للنهائي عبر الجزائر" إلى أن الحارس الجزائري "أشتاط غضباً واعتدى على الحكم وكان محظوظاً لبقاءه في الملعب بعد ذلك، وجاء طرده في نهاية المباراة متأخراً جداً".
وأشار التقرير إلى أن "ركلة الجزاء التي احتسبت لمتعب وطرد حليش كان نقطة التحول في المباراة.
وأكد التقرير أن المنتخب المصري "حقق انتقامه بسهولة من المنتخب الجزائري الذي حرمهم من التأهل لكأس العالم، مستعينين بالأخطاء الجزائرية القاتلة التي منحتهم ثلاثة كروت حمراء ومنحت معها المصريين مقاليد المباراة".
خطايا كودجا!
وتركزت الانتقادات على التحكيم الممثل في البنيني كوفي كودجا في الجانب الجزائري، والذي احتلت صورته وهو يشهر بطاقته الحمراء صدارة تقارير الصحف الصادرة صباح الجمعة.
وتحت عنوان "سيناريو مفضوح" وصورة مركبة للحكم وهو يمسك بدولارات ويشهر ببطاقته الحمراء في وجه لاعبي الجزائر أكدت صحيفة "الشروق" الجزائرية أن المباراة جاءت "غير متوقعة ليس بسبب النتيجة وإنما بسبب القرارات العشوائية للحكم كوفي كودجا الذي طرد ثلاثة من لاعبي الخضر قبل أن يعلن مواجهة برباعية نظيفة لصالح الفراعنة".
وأشاد التقرير الذي حمل عنواناً فرعياً "ماعليش يا رجال ... مازال المونديال" بـ"إرادة اللاعبين في رفع التحدي في المباراة بغية بلوغ النهائي إلا أن النقص العددي حال دون ذلك"، ولكن الصحيفة لم تشر من قريب أو من بعيد لأسباب اعتراضها على التحكيم.
على العكس من صحيفة صحيفة "النهار" التي عددت في تقريرها الذي حمل "مصر 4 - الجزائر 0 ... ومع ذلك نحن في المونديال" الأسباب التي دفعتها للتأكيد على أن "كوفي كودجا أهدى فوزا آخر لآل فرعون".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكم أخطأ بما أسمته "تغاضيه عن أخطاء الفريق الخصم والبداية باعتداء وائل جمعة على مطمور أمام أنظاره لكنه تساهل معه، بالمقابل وفي احتكاك بسيط بين الحضري وحليش قام الحكم بإنذار هذا الأخير ما اثر كثيرا على أداء ابن النصرية الذي خرج بالبطاقة الحمراء التي بالنظر إلى الإنذار الأول لا يستحق الطرد على الإطلاق".
وتابع التقرير هجومه على الحكم البنيني الذي "تواصلت أخطاءه ومهازله بعد طرد حليش ومنح ضربة جزاء لآل فرعون في الدقيقة 36 من المرحلة الأولى والتي نفذها اللاعب عبد ربه بنجاح ولكن بطريقة غير مسموح بها تماما، ولا توجد في قاموس لعبة كرة القدم، وهذا بعد توقفه قبل تسديد الكرة لكن الحكم كودجا احتسب الهدف وتحدى الجميع الذي بقي يتفرج وبلا شك فإن أخطاء بدائية تصدر من حكم دولي وله اسمه في الكرة الإفريقية والعالمية تجعلنا نطرح العديد من علامات الاستفهام".
وأردف تقرير "النهار" : "مهازل هذا الحكم لم تتوقف عند هذا الحد، ففي الوقت الذي كان الجمهور الجزائري ينتظر على الأقل إنصاف رفقاء يبدة، قام بطرد أحسن لاعب من جانب منتخبنا الوطني، والذي كان يتخوف منه كثيرا الجانب المصري، نذير بلحاج إثر تدخل على لاعب الخصم المحمدي وهذا بمنحه البطاقة الحمراء مباشرة، وهو التدخل الذي يستحق عليه إنذارا كأقصى عقوبة، قبل أن يضيف لقائمته الحارس فوزي شاوشي بعد أن اصطدم باللاعب المصري جدو عندما صفر عن تسلل، وكان من المفروض أن يمنح إنذارا للاعب المصري الذي أكمل اللعب رغم إعلانه عن تسلل".