سيدخل المنتخب المصري في مباراة مصيرية مساء اليوم الجمعة عندما يلتقي مع نظيره البوتسواني في الجولة الثالثة من الدور النهائي للتصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا 2015 بالمغرب.
ولابد من فوز الفراعنة في تلك المباراة من أجل مواصلة مشوارهم في التصفيات، وعدم مواجهة شبح الإقصاء المبكر خاصة بعد الخسارتين اللتان تلقاهمنا المنتخب المصري أمام منتخبي السنغال وتونس على التوالي.
وعلى الرغم من وجود أسماء جديدة في قائمة مصر لتلك المباراة، بالإضافة إلى استبعاد عدد من اللاعبين الذين خاضوا الموقعتين السابقتين، إلا أن لاعبي مصر مازالوا مطالبين بتحقيق الفوز ومواصلة مشوار الصعود للبطولة بعد غياب في النسختين السابقتين.
خطة البطل الغير المتوج مفتاح الفوز..
لم يستقر شوقي غريب المدير الفني لمصر على خطة اللعب وتشكيل الفريق الذي سيخوض المباراة، في ظل إشراكه للاعبين مختلفين في المبارتين السابقتين، إضافة إلى اعتماده على خطتين لعب مختلفتين في كلاهما.
وبالتالي فمن المتوقع أن يلعب غريب في مباراة بوتسوانا بخطة ثالثة قد تكون هي مفتاح الفوز في المباراة، ومن ثَم تثبيتها في المباريات المقبلة، كما فعل سابقيه من المديرين الفنيين للمنتخب المصري.
وفي ظل الخيارات التي أتاحها غريب لنفسه بعد اختياره للقائمة المستدعاة لخوض المباراة، فإن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 والتي استخدمها المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 تعد هي الأقرب للتطبيق.
واعتمد يواكيم لوف المدير الفني لألمانيا على تلك الخطة التي سمحت له بالوصول إلى الدور النهائي للبطولة وإطلاق لقب البطل غير المتوج على الفريق، بعد تقديمه لأداء متميز خلال جميع مبارياته في المونديال الأفريقي.
وتمتاز تلك الخطة بوجود عامل الإتزان بين الدفاع والهجوم، وهو ما يحتاجه المنتخب المصري في مباراة اليوم، حيث أن استقبال شباك الفراعنة لهدف قد ينهي على الآمال بالفوز وبالتالي عدم التأهل للبطولة الأفريقية.
جنون الدفاع الجديد قد يكون الأزمة..
استبعاد أحمد سعيد " أوكا " وعلي غزال من قائمة الفراعنة لمباراة بوتسوانا جعل شوقي غريب مجبراً على بداية المباراة بتشكيل دفاعي جديد، لم يخض به أية مباراة سواء رسمية أو ودية من قبل، وهو ما قد يشكل أزمة للفراعنة.
وبالرغم من وجود شوقي السعيد في القائمة وخوضه للمباراة الأولى أمام السنغال، إلا أنه من الخطأ الدفع به في مباراة اليوم، خاصة وأنه كان المتسبب الأول إلى جانب زملاؤه في الخط الدفاعي عن هدفي الأسود في مصر.
وفي ظل الخيارات المتاحة سيكون من الأفضل الدفع بالثنائي سعد الدين سمير ومحمد نجيب في قلبي الدفاع، وما يمنحهما الأفضلية هو أن كارلوس جاريدو المدير الفني للأهلي يلعب بأربعة مدافعين في جميع المباريات السابقة، أي أن فهم اللاعبان لتلك الخطة سيكون أكبر.
ورغم المستوى الجيد لعلي جبر في مباريات الفريق السابقة بالدوري المصري، إلا أن قلة خبرته الدولية إضافة إلى عدم تجانسه مع أياً من الثنائي سمير ونجيب تشكلان عائقاً أمام تواجده في التشكيل الأساسي للفريق.
هنا يجب أن يلتزم محمد عبد الشافي الظهير الأيسر للفراعنة دفاعياً مع التحفظ على تقدمه الهجومي كنظيره في الجبهة الأخرى أحمد فتحي، الذي يجيد الأدوار الدفاعية أكثر من الهجومية حال لعبه في هذا المركز.
خط الوسط الدفاعي والذي من الممكن أن يشغله الثنائي محمد النني وإبراهيم صلاح عليه عامل دفاعي كبير يجب أن ينفذه كلاهما بنجاح، خاصة في ظل السرعات التي يتميز بها لاعبو بوتسوانا والتي ظهرت جلياً في مباراتهم الأولى بالتصفيات أمام تونس.
ولا يجب الدفع بحسام غالي في هذا المركز على حساب واحداً من الثنائي الأبرز لشغله في الوقت الحالي، خاصة بعد المستوى المتدني للاعب سواء في مبارتي المنتخب السابقتين أو حتى في مباريات الأهلي بكأس الكونفدرالية والدوري العام.
التوظيف الأمثل للخط الأمامي..
مباراة بوتسوانا هي المباراة التي ستمنح محمد صلاح حق التوظيف الأمثل، خاصة بعدما لعب في مركز صانع الألعاب تارة والجناح الأيسر في تارة أخرى في المبارتين السابقتين، وما منحه هذا الحق هو غياب أحمد المحمدي عن الفراعنة بداعي الإصابة.
وكان التوظيف السيء لصلاح والذي قضى على إمكانياته الهجومية في مبارتي السنغال وتونس بسبب تواجد المحمدي الذي يعتمد لعبه على الوصول بالكرة من المرمى إلى المرمى الآخر، مما أدى بالسلب على أداء كلاهما في المبارتين.
وسيكون الثلاثي الخلفي لخط الهجوم مكوناً من محمد صلاح في الناحية اليمني وأحمد حمودي في اليسرى، وهو الدور الذي أداه لاعب بازل السويسري ببراعة في المباريات التي خاضها مع فريقه في الدوري السويسري ودوري أبطال أوروبا.
على أن يكون صانع ألعاب مصر في المباراة هو صالح جمعة، وهو اللاعب الذي يمكنه أداء أدوار دفاعية أيضاً رغم تمكنه الشديد من توصيل لاعبي فريقه إلى مرمى الخصم بسهولة، لمهارته الفائقة في توزيع اللعب بالملعب والتي تجعل منه صانعاً عصرياً للألعاب.
ومع وجود عمرو جمال في الخط الهجومي الصريح، وبوصول الثلاثي الخلفي له إلى منطقة جزاء بوتسوانا سيصبح الهجوم المصري أفضل من سابقه في المباريات السابقة الودية منها والرسمية، في ظل قدرة الرباعي على إنهاء الهجمات بسهولة.
أين القائد ؟!
اختيارات غريب لقائمة مصر لم تسمح له بأختيار قائد للفراعنة في ملعب المباراة، في حال عدم الاعتماد على حسام غالي، خاصة بعد استبعاد حسني عبد ربه وفي ظل حداثة اللاعبين على المباريات الدولية إلا القليل منهم.
الأداء الضعيف لغالي في المباريات السابقة سيشكل خطورة كبيرة على عدم الدفع به كأساسياً في المباراة، وهو ما يعني غياب قائد الفراعنة عن الملعب، وبالتالي قد تنتقل الشارة إلى أحمد فتحي أكثر اللاعبين خبرة في الملعب.
وفي هذه الحالة سيكون فتحي مطالباً بضبط النفس والابتعاد عن العصبية الشديدة التي تميز اللاعب، والتي أزدادت في الفترة الأخيرة وظهرت في أداؤه الخشن مع ناديه الجديد أم صلال في مباريات الدوري القطري.
No comments:
Post a Comment